حقيقة التوحيد وحقيقة الشرك

الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله و أصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد فان كثيرا من الناس تلتبس عليهم الأمور المشروعة بالأمور الشركية والمبتدعة حول القبور كما أن كثيرا منهم قد يقع فى الشرك الأكبر بسبب الجهل و التقليد الأعمى فالواجب على أهل العلم فى كل مكان أن يوضحوا للناس دينهم وأن يبينوا لهم حقيقة التوحيد وحقيقة الشرك كما يجب على أهل العلم أن يوصحوا للناس وسائل الشرك و أنواع البدع الواقعة بينهم حتى يحذروها لقول الله عز وجل {واذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس و لا تكتمونه } . الآية 187 سورة آل عمران.
و قال سبحانه : { ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيناه للناس فى الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون *  الا الذين تابوا و أصلحوا وبينوا فأولئك أتوبعليهم و أنا التواب الرحيم} سورة البقرة 159و160
أما ما يقع عند القبور من أنواع الشرك و البدع فى بلدان كثيرة فهو أمر معلوم وجدير بالعناية و البيان و التحذير منه ، فمن ذلك دعاء أصحاب القبور و الاستغاثة بهم ، و طلب شفاء المرضى ، و النصر على الاعداء ، ونجو ذلك ، وهذا كله من الشرك الأكبر الذى كان عليه أهل الجاهلية ،قال الله تعالى { ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم و الذين من قبلكم لعلكم تتقون } " البقرة:21 "
وقال سبحانه { وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون } " الذاريات :56 "
وقال تعالى { وقضى ربك ألا تعبدوا الا اياه } " الاسراء : 23 "و المعنى  أمر و أوصى . وقال تعالى : { وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} " البينة : 5 " 
و الآيات فى هذا المعنى كثيرة ، والعبادة التى خلق الثقلان لأجلها و أمروا بها هى توحيده سبحانه و تخصيصه بجميع الطاعات التى أمر بها من صلاة ، و صوم ، وزكاة ،و حج ، وذبح ، ونذر وغير ذلك من أنواع العبادة . كما قال سبحانه وتعالى { قل ان صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } " الانعام : 162 و 163 " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق